المواضيع الأخيرة | » تحميل ويندوز فيستا كامل , تنزيل ويندوز بحجم خرافى 5 ميجه فقطالسبت مايو 05, 2012 10:51 pm من طرف ahmed abo hamed » تيجو نتعرف على بعض اكترالإثنين أبريل 16, 2012 4:18 pm من طرف ahmed.shahd2009 » استمر الصمتالإثنين يناير 09, 2012 9:13 pm من طرف جريح الحب » قلمــــــــىالإثنين يناير 09, 2012 9:10 pm من طرف جريح الحب » مكالمه لم يرد عليها=12الإثنين يناير 09, 2012 9:06 pm من طرف جريح الحب » اختر علامه واعرف شعور من تحب ....؟الإثنين يناير 09, 2012 9:04 pm من طرف جريح الحب » مذكرات عاشقة النيسكافيهالإثنين يناير 09, 2012 8:59 pm من طرف جريح الحب » قل لمن يجرحك 10جملالإثنين يناير 09, 2012 8:54 pm من طرف جريح الحب » اين انتم يا اصحاب المنتدي الإثنين يناير 09, 2012 6:56 pm من طرف جريح الحب » قول رايك .الإثنين يناير 09, 2012 6:52 pm من طرف جريح الحب » كلمات خفية تفكر بها عند جلوسك بمفردك ...........الإثنين يناير 09, 2012 6:46 pm من طرف جريح الحب » سؤال حكيم : من القوي من الناس ؟السبت ديسمبر 03, 2011 1:21 pm من طرف امرأة على الهامش » نهاية حزينةالسبت ديسمبر 03, 2011 1:15 pm من طرف امرأة على الهامش » نهايهالسبت ديسمبر 03, 2011 1:06 pm من طرف امرأة على الهامش » انا إمرأة أيها الرجلالسبت ديسمبر 03, 2011 12:48 pm من طرف امرأة على الهامش » الحب المستحيلالإثنين أكتوبر 03, 2011 2:47 pm من طرف eng_ahmed» قتلتنا لتحياالإثنين أكتوبر 03, 2011 2:46 pm من طرف eng_ahmed» لعبة انا الملك شارك يمكن تبقى انت الملكالإثنين أكتوبر 03, 2011 2:44 pm من طرف eng_ahmed» ارجــــــــــــع لحبيبـــــك خاص بمنتدى الاصدقاءالجمعة أبريل 08, 2011 1:08 am من طرف الكينج » من هو أول شخص يخطر ببالك في وحدتك؟؟السبت فبراير 19, 2011 1:34 pm من طرف Enta 2aMaRY |
|
| فـي المقهـى ( الجزء الأول ) | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
shosho_shosho2009 admin
عدد المساهمات : 476 نقاط : 6569 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمر : 36 الموقع : القاهره
| موضوع: فـي المقهـى ( الجزء الأول ) السبت سبتمبر 12, 2009 9:30 pm | |
| أتذكر هذا الحلم جيدًا، وأحاول أن أجد له تفسيرًا يرضيني دون جدوى لست من المؤمنين بالأحلام، ولا من المروجين لها؛ فأنا يا سيدي الفاضل رجل لا يؤمن بالخرافات ولا يضيع فيها وقته.. فقط النساء وضعاف النفوس يجدون في أي حلم نحلمه أسرارًا وحكايات وتفسيرات تكفي لتغيّر حياتك كلها، ولتنسف كل ما خططت من أجله لو لزم الأمر لست ممن يثقلون في العشاء فينامون ليستيقظوا صارخين, مرددين أنه كان كابوسًا، وأن هذا الكابوس علامة من السماء أتتني كي لا آخذ تلك الطائرة أو أتم تلك الصفقة أو أعود لذلك المطعم.. الحلم بالنسبة لي هو مجرد حلم.. نوع من أنواع الترفيه الذي نحصل عليه عند النوم؛ بل هو أشبه بعرض مسائي تشاهده بمفردك على فراشك كل ليلة.. كأنك تدخل السينما على فراشك وبالمجان؛ لكن أن تخرج من السينما معلنًا أن هذا الفيلم سيغير حياتك وإلى الأبد؛ فهذه هي الحماقة كما ينبغي لها أن تكون لكن بعض الأحلام يستحق بعض الاهتمام برغم كل شيء بعضها يستحق أن يروى, وبعضها لا تجرؤ على تذكره, وبعضها يتكرر بلا انقطاع كل ليلة، وهذه هي مشكلتي أنا ******* ليلة أمس كانت الليلة الحادية عشرة التي يتكرر فيها ذات الحلم العجيب, الذي حاولت البحث عن تفسير له يرضيني, دون جدوى.. أكرر.. الليلة الحادية عشرة.. أي أنني لا أبالغ ولا أخالف مبدأي, حين أقول: إن هذا الحلم عجيب حقًا, ويستحق بعض الاهتمام لا أحد يحلم بذات الحلم، إحدى عشر مرة متوالية دون أن يشغل تفكيره ولو قليلاً؛ بل إنك ولو أردت رأيي يا سيدي الفاضل فاسمح لي أن أقول لا أحد يحلم بالحلم ذاته أحد عشرة مرة أساسًا في أول مرة رأيت فيها الحلم لم أتذكره.. في الثانية شعرت وكأنني رأيته من قبل, ثم وفي الثالثة، وعلى الرغم من نومي كنت موقنًا من أنه ذات الحلم الذي حلمت به في الليلة الماضية بعد هذا أصبح الأمر مملاً إلى حد لا يوصف.. أدخل لأنام لأرى ذات الحلم، والذي حتى لو كان ممتعًا مثيرًا؛ فهو لا يستحق أن يتكرر كل هذه المرات؛ فما بالك وهو حلم عجيب لا يثير إلا الفضول؟ دعني أحكيه لك واحكم بنفسك ******* يبدأ حلمي العجيب بي وأنا أسير في ذلك الطريق منكس الرأس كأن هناك ما يشغلني, وهنا تأتي أول ملاحظة.. أنا أرى نفسي من خارج جسدي.. أراني كأنما أرى مشهدًا لي مصورًا بكاميرا سينما شديدة الاحترافية المشهد لي في نهار شتوي ضبابي, أسير في ذلك الشارع الشبه خاو في تلك الساعة المبكرة, بخطوات وئيدة متجهًا إلى واجهة ذلك المقهى الزجاجية.. أعبر الشارع بذات الخطوات اللامبالية, ثم أبلغ الواجهة التي تكثف البخار عليها ليحولها إلى لوحة بيضاء, فأمد يدي لأمسح طبقة البخار كاشفًا عمّا خلف الزجاج قبل أن ألصق وجهي بالزجاج البارد لأنظر إلى داخل المقهى؛ لكني -ولأنني أرى المشهد من الخارج لا أعرف ما الذي أنظر إليه داخل المقهى.. فقط أراني من ظهري وأنا أنظر عبر الزجاج.. أنظر وأرتجف
وإلى هنا يتوقف الحلم, لأستيقظ تملأني الحيرة ويقتلني الفضول ما الذي أتى بي في هذا الطريق الذي أثق أنني لم أسر فيه واعيًا قط؟.. ولماذا اتجهت إلى هذا المقهى بالذات؟ وما الذي رأيته عبر واجهته الزجاجية وجعلني أرتجف؟؟ ثم والأهم من هذا كله.. لماذا يتكرر هذا الحلم كل ليلة, كأنني أنام في قاعة سينما لا تعرض إلا ذات الفيلم؟ في أول مرة لم أتذكر الحلم.. في الثانية بدا لي مكررًا, وفي الثالثة استيقظت لأحكيه لزوجتي فلم تهتم؛ لكن ومع الليلة السابعة لم تصدقني حتى أقسمت لها أنه يتكرر كل ليلة بذات التفاصيل, ليشغل تفكيرها هي الأخرى؛ لكنها لم تحذُ حذوي وتتوقف عند الحيرة والتساؤل؛ بل بدأت تبحث عن تفسير له في كتب ومواقع تفسير الأحلام, ليبدأ سيل التُرّهات في الانهمار عليّ؛ خاصة حين حكت زوجتي الحلم لصديقاتها ليتطوعن بتفسيرات لا تقل سذاجة عن ما قدمته لي هي بثقة كأنها بنت سيرين أنت تسير في نهار شتوي، أي: أنك تشعر بالبرد أي الوحدة، أي أنك غير راض عن زوجتك؛ لأنها تشعرك بالوحدة!.. أنت تعبر الشارع ببطء أي: أنك تتمنى أن تدهسك سيارة مسرعة لأنك غير سعيد في حياتك الزوجية (مرة أخرى).. ثم أنا أتجه إلى ذلك المقهى لأنني أبحث عن بديل عن المنزل، وعن زوجتي التي تشعرني بالشتاء, وأنا لا أرى ما الذي يوجد داخل المقهى؛ لأنه لا يوجد بديل لي عن زوجتي، وأنا لا أعرف هذا لكن عقلي الباطن يدركه الخلاصة أن هذا الحلم يحذرني من أنني لو حاولت ترك زوجتي, فسوف أصاب بالدرن في الشتاء، وسأموت بسيارة تدهسني لأنني وغد وأستحق الموت جزاء خيانتي كان هذا هو تفسير زوجتي بالطبع.. باقي التفسيرات تتلخص في أنني سأحصل على صفقة جديدة في عملي قريبًا، أو سأمر بأزمة صحية خطيرة، أو سأرزق بابن، أو سأصاب بالعقم، أو سأعرف سرًا مهمًا، أو سأصاب بالخبال لأجوب الطرقات ولأعيش مما سأحصل عليه من مسح واجهات المقاهي الزجاجية.. وكلها تفسيرات لا بأس بها أبدًا طالما مصدرها صديقات زوجتي العزيزة, وكل ما عليّ فعله في الفترة القادمة هو عدم أكل الثوم في العشاء والإبتعاد عن المقاهي هكذا قررت أن أنسى موضوع التفسير، وأن أتوقف عند نقطة التكرار لماذا يتكرر ذات الحلم كل ليلة؟ ومتى سيتوقف؟.. أو هل سيتوقف؟؟ ******* لكنه استمر في زيارتي كل ليلة حتى بات النوم في المساء بالنسبة لي, مجهودًا شاقًا لا أطيق احتماله.. تخيل أن تشاهد ذات الفيلم كل ليلة دون أن تفهم منه شيئًا، ودون أن تقدر على تغييره تخيل أن تتحول لياليك إلى ذات الروتين مهما فعلت ومهما قاومت.. أيوجد ما هو أسخف من هذا؟ ثم إنه يتوقف كل ليلة عند ذات النقطة تاركًا ذات السؤال معلقًا في رأسي طيلة فترة استيقاظي ما الذي أراه داخل المقهى ويجعلني أرتجف بهذه الصورة؟؟ سؤال قادر على التهام عقلك لو مررت بما أمر به, وهي رفاهية لا أملكها أنا للأسف فهنا في البورصة حيث أعمل, لا يمكن لأي شيء أن يشغل بالك إلا إذا كان له علاقة بالأسهم والأرقام؛ وإلا فهي نهايتك في هذا المجال وإلى الأبد إنه قانون البورصة الراسخ الخطأ الأول هو الخطأ الأخير.. لن أشرح لك عملي بالضبط من باب الرحمة؛ لكن هل شاهدت أي بورصة في الواقع أو في التلفاز أو على شاشة السينما؟.. أرأيت ذوي البذلات والسماعات في آذانهم الذين يتحركون كالنحل وهم يصرخون طيلة الوقت دون أن يسمع أحدهم الآخر؟؟.. أنا واحد من هؤلاء أحمل حقيبتي وأصرخ في البورصة طيلة النهار, ثم أعود منهكًا لأرتجف أمام المقهى في المساء دون ذنب ودون أن أفهم
فقط حين حصلت على ثلاث دقائق راحة ذات مرة في العمل, حكيت لأحد زملائي عن حلمي العجيب دون أن أنتظر منه تفسيرًا.. مجرد محاولة للتنفيس كي لا تفتك الحيرة بي لوحدي.. لكن زميلي هذا أصغى لي في هدوء تام, ثم قال ببساطة ـ و لماذا لا تحاول الدخول؟ ـ ماذا؟ ـ حاول دخول المقهى في حلمك.. خوفك يوقظك كل مرة؛ لكن لو دخلت ستعرف إجابة سؤالك.. جرّب لن تخسر شيئًا بالطبع لم يقنعني اقتراحه حينها, بل وجدته ينم عن حماقة لا حد لها أولاً: أنا لا أملك أي سيطرة على نفسي داخل الحلم؛ وإلا لما اتجهت إلى المقهى أصلاً.. ثانيًا: لو كان ما رأيته جعلني أرتجف, فلماذا أدخل إليه طواعية؟!.. ثالثًا: من قال أنني لن أخسر شيئًا؟ ربما أموت في الحلم لأهلك على أرض الواقع.. قرأت عن هذا ذات مرة لكن لا أذكر أين.. شيء عن عقلنا البشري الذي لا يجيد التمييز بين الواقع والخيال في ظروف ما, ليتوقف عن العمل لو اعتقد أن الجسد هلك مسببًا الوفاة.. هذا هو العقل البشري الذي لا نملك إلا الاعتماد عليه هنا في البورصة, بعد هذا يتساءل الكل لماذا تنهار البورصة فجأة؟ المهم أنني قررت تجاهل اقتراحه تمامًا حتى أتى المساء.. حينها قررت أن أجرّب حظي سأحاول دخول المقهى في حلمي، وليكن ما يكون .................. يتبع | |
| | | eng_ahmed عضو مميز
عدد المساهمات : 1321 نقاط : 7282 تاريخ التسجيل : 09/07/2009 العمر : 37 الموقع : عروسة البحر
| موضوع: رد: فـي المقهـى ( الجزء الأول ) السبت سبتمبر 12, 2009 10:15 pm | |
| على فكرة يا شوشو القصة شيقة جدا ومنتظر التكملة بفارغ الصبر | |
| | | shosho_shosho2009 admin
عدد المساهمات : 476 نقاط : 6569 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمر : 36 الموقع : القاهره
| | | | maya 3amer عضو مميز
وسام التميز : الملكة : عدد المساهمات : 884 نقاط : 6625 تاريخ التسجيل : 18/07/2009
| موضوع: رد: فـي المقهـى ( الجزء الأول ) الأحد سبتمبر 13, 2009 1:32 am | |
| | |
| | | babymocka general manger
ادارى متميز : الملكة : عدد المساهمات : 1210 نقاط : 7625 تاريخ التسجيل : 18/07/2009 الموقع : alexandria
| موضوع: رد: فـي المقهـى ( الجزء الأول ) الأحد سبتمبر 13, 2009 3:00 am | |
| اسلوب شيق ومتماسك جداً انا منتظره الجزء التانى بفارغ الصبر يا شوشو بس بليز متاخرهوش يسلم ايديك | |
| | | shosho_shosho2009 admin
عدد المساهمات : 476 نقاط : 6569 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمر : 36 الموقع : القاهره
| موضوع: رد: فـي المقهـى ( الجزء الأول ) الأحد سبتمبر 13, 2009 9:18 pm | |
| ميرسي ليكم يا جماعه ان شاء الله هجيب الجزء التاني ويارب يعجبكوا | |
| | | shosho_shosho2009 admin
عدد المساهمات : 476 نقاط : 6569 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمر : 36 الموقع : القاهره
| موضوع: في المقهى ( الجزء الثاني ) الإثنين سبتمبر 14, 2009 10:54 pm | |
| هكذا بدأ حلمي بي وأنا أسير في ذات الطريق الكئيب بذات الخطوات الوئيدة, وبذات الرأس المنكس في ذات النهار الشتوي الحزين رأيت هذا الحلم عشرات المرات حتى حفظت عدد الخطوات التي أخطوها قبل أن أبلغ المقهى.. حفظت عدد الأحجار على جانب الطريق وحفظت طول الظلال.. حفظت لون الجدران ورائحة الشتاء.. وحفظت برودة واجهة المقهى الزجاجية إذ تمسها راحة يدي لتمسح البخار المتكثف عليها, قبل أن ألصق وجهي لأنظر إلى الداخل ولأرتجف كما أخبرتك سابقًا أنا أرى نفسي من الخارج في حلمي, لذا لا يمكنني أن أرى ما الذي يحدث داخل المقهى بالضبط؛ لكني قررت هذه المرة ألا أسمح بهذه النقطة بإيقاظي كما هي العادة؛ بل سأحاول العمل بنصيحة زميلي بأن أسترخي لأواصل حلمي ولأرى إلى أين سيقودني هكذا رأيتني أقف أرتجف أمام واجهة المقهى الزجاجية, فحافظت على هدوئي، وقررت التعامل مع (أنا) الذي أراه داخل الحلم, وكأنه شخص آخر لا أعرفه ولا يمت لي بصلة استمر المشهد أطول قليلاً مما اعتدت عليه.. أنا رأيت هذا الحلم عشرات المرات حتى حفظت عدد الثواني التي يستغرقها, ويمكنني أن أؤكد لكم أن هذه المرة الفترة أطول.. صحيح أن المشهد شبه ثابت وأن (أنا) لا يزال في مكانه يرتجف؛ لكني أشعر أن شيئًا ما سيحدث هذه المرة مرّت الثواني بطيئة لزجة دون أن يتحرك شيء في المشهد, ثم وفجأة ارتد (أنا) إلى الوراء تاركًا الواجهة الزجاجية, وهو يملأ صدره بالهواء البارد دفعة واحدة, قبل أن يتنهد باستسلام ليخطو إلى داخل المقهى ******* تبعته الكاميرا لحسن حظي, فرأيتني أدخل ذلك المقهى أخيرًا حيث تنتظرني إجابة سؤالي الوحيد, فتسارعت ضربات قلبي وجاهدت كي أسيطر على نفسي كيلا أستيقظ لأفسد هذا كله و.. و وفي الداخل لم يكن هناك أي شيء يثير الخوف أو الرجفة على العكس تمامًا وجدتني في ذلك المقهى الأنيق شبه الخاوي, أنظر إلى (أنا) الذي اتجه إلى الطاولة جوار الواجهة الزجاجية, ليجلس منتظرًا شيئاً لا أعرفه، وإن بدا عليه مزيج قاس من الخوف والتردد والانتظار وعلى الرغم من دفء المكان وتلك الموسيقى الحالمة التي تنساب فيه؛ إلا أنه ظل يرتجف وإن حاول إخفاء هذا أمام النادل الذي اتجه إليه بأدب, ليشير له بما معناه (أي شيء)، وهو شيء استغربته مني جدًا.. في المعتاد أنا لا أطلب شيئًا إلا بعد تدقيق طويل؛ فأنا ممن يشمئزون بسهولة ولا يتخلصون من هذا الإحساس لأيام متواصلة لو تذوقت -مجرد تذوقـ أي شيء لا يروق لي؛ ولكن من الواضح أن (أنا) في الحلم لن يشرب ما سيأتي به النادل فهو ليس هنا ليشرب إنه هنا لسبب آخر سأعرفه لو.. لو لو لم يرن المنبه -عليه اللعنةـ جوار فراشي ليوقظني, وليعيدني إلى أرض الواقع محملاً بأسئلة جديدة وبحيرة تتضاعف في لحظة كنت في المقهى على وشك أن أعرف كل شيء، وفي اللحظة التالية أصبحت جوار زوجتي على الفراش, أسمعها تسألني بصوت ناعس إن كان الحلم قد تكرر مرة أخرى لكني لم أجبها فقط هشمت المنبه بقبضتي قبل أن أقوم إلى عملي في البورصة
******* قابلت زميلي في العمل فسألني إن كنت رأيت الحلم مجددًا, فحكيت له كل ما حدث.. أخبرته أنني رأيت المزيد؛ فابتسم قائلاً ـ ألم أقل لك؟.. كررها الليلة وسترى أكثر وهذا ما كنت أنتويه بالفعل؛ لكن الليل حين تنتظره لا يأتي إلا بعد قرون طيلة اليوم وأنا أنتظر أن ينتهي عملي هنا لأعود منهكًا إلى فراشي حيث ينتظرني باقي الحلم؛ لكن كل ساعة أخذت تمر عليّ كأنها يوم كامل؛ بينما قرر عقلي التوقف عن التفكير في البورصة والتفرغ لمحاولة تفسير حلمي العجيب مديري المباشر لاحظ هذا وشعر بالقلق؛ فهو يعرف ما قد يحدث لو شردت أو أخطأت, لذا قرر منحي باقي اليوم كإجازة مع تحذير مهذب مفاده أنه لو رآني شاردًا مرة أخرى, فستمتد إجازتي نهائيًا, وسيكون هذا ذنبي أنا لا هو, فلم أعترض فقط عدت إلى المنزل لأجلس منتظرًا النوم لتزداد الساعات بطئًا وقسوة جرّب أن تتنظر النوم ليلة، وانظر إن كان سيأتيك أم لا.. والأسوأ.. حاول ألا تفكر في شيء ما، وستجد أنك عاجز عن التفكير في أي شيء سواه رأتني زوجتي في حالة أرقي هذا, فبدأت نصائحها التي لا تنتهي حول اللبن الدافئ والقصص المملة والاسترخاء البدني الذي يساعد على النوم و وفي وسط إصغائي لنصائحها, غلبني النعاس فغبت في النوم وعدت إلى المقهى.. ******* هذه المرة سأختصر عليك الوقت وسأبدأ من لحظة رؤيتي لنفسي أجلس في ذلك المقهى وحيدًا أرتجف وأنتظر شيئًا ما لا أعرفه الموسيقى الناعمة تغمر المكان ولا يوجد إلا (أنا)، وتلك الفتاة التي تحتسي قهوتها وهي تتصفح مجلة عن الموضة يبدو أنها لم تفدها بشيء!.. أي فتاة لديها شجاعة أن ترتدي زيًا يمزج الألوان الزرقاء بالخضراء بالصفراء بهذه الصورة, هي فتاة لا تفقه شيئًا عن الموضة، وإن قرأت كل ما كتب عنها.. ثم إن.. لحظة.. هناك شخص ما دخل المقهى ويتجه لي رجل في منتصف الثلاثينيات، هو وإن أعطته ملامحه المنهكة بضع سنوات إضافية.. قصير القامة والشعر؛ لكنه ذو ذقن نامية، وملابس تدل على أنها على جسده منذ أيام.. ملابس لا تدل على ثراء بالمناسبة, وهو ليس انتقادًا؛ لكنك لا ترى رجلاً يرتدي هذه الملابس يدخل مقهى أنيق بهذه الصورة إلا لو كان قد أتى ليلتقي بشخص ما شخص هو (أنا) كما هو واضح ففي اللحظة التي دخل فيها هذا الرجل المقهى رفع (أنا) عينيه له، وقد سرت في جسده انتفاضة واضحة.. (أنا) يخشى هذا الرجل بلا شك وبلا سبب مفهوم.. فقط لو استمر الحلم قليلاً ربما أفهم لم يتحرك (أنا) من مكانه ولم يرفع عينيه عن الرجل الذي اتجه له ليجلس أمامه دون أن ينبس ببنت شفة، ودون أن يبادله حتى النظرات.. فقط جلس أمامه، ثم أخذ ينظر إلى الأرض في شرود دام للحظات, لم يفعل فيها (أنا) شيئًا سوى أن ينظر له ويرتجف من هذا الرجل؟؟ أنا واثق أنني لا أعرفه، وأنني لم ألتق به قط؛ لكن من المؤكد أن (أنا) يعرفه ليخشاه بهذه الصورة, رغم أن ذلك الغريب لا يبدو مخيفًا بأي صورة من الصور بل على العكس تمامًا.. هذا الغريب يبدو بائسًا ملابسه.. ذقنه النامية.. جلسته المستسلمة وعيناه الشاردتان الحزينتان هذا الغريب لا يوحي بالخوف؛ بل بالشفقة طال الصمت بينهما للحظات, قبل أن يرفع الغريب رأسه ببطء لينظر إلى (أنا) نظرة مباشرة لا تعني إلا أنه لا داع للإطالة.. نظرة تعني أنه سيفعل ما أتى من أجله هنا وببطء لا تخاذل فيه مدّ الغريب يده إلى جيب معطفه القديم, ليخرج منه مسدسًا صغيرًا, رآه (أنا) فأغمض عينيه في قوة دون أن يحاول الهرب أو الصراخ
وبذات البطء سدد الغريب مسدسه, وهمس ـ سامحني ثم أطلق رصاصة واحدة اخترقت رأسي على الفور ............... يتبع
| |
| | | الطير المسافر
وسام التميز : عدد المساهمات : 150 نقاط : 5760 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 الموقع : الاسكندريه
| موضوع: رد: فـي المقهـى ( الجزء الأول ) الثلاثاء أكتوبر 06, 2009 4:21 pm | |
| يسلم القلم المبدع والاسلوب المتميز
فى انتظار جديدك | |
| | | | فـي المقهـى ( الجزء الأول ) | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |